طريقة استخراج العود: خطوات مُفصلة لعملية الحصول على أندر وأفخم أنواع العود
يُعد خشب العود الطبيعي من أندر وأثمن أنواع الأخشاب العطرية في العالم، ويُستخدم في صناعة العطور والبخور والزيوت العطرية الفاخرة، خصوصاً في منطقة الخليج العربي. تتطلب عملية استخراجه مهارة عالية، صبر طويل، وخبرة دقيقة.
في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل خطوات و طريقة استخراج العود، بدايةً من الغابات الاستوائية إلى المنتج النهائي الذي يلامس رفاهية الذوق العربي الأصيل.
ما هو خشب العود الطبيعي؟
خشب العود الطبيعي هو نوع خاص من الخشب ينتج داخل أشجار أكويلاريا أو غايري وود، عند إصابتها بنوع معين من الفطريات أو البكتيريا. كرد فعل طبيعي، تُنتج الشجرة مادة راتنجية داكنة وذات رائحة قوية تُعرف باسم "العود".
- الموطن الأصلي: جنوب شرق آسيا، تحديدًا الهند، كمبوديا، لاوس، فيتنام، ماليزيا، وإندونيسيا.
- الأنواع: العود الكمبودي، الهندي، الفيتنامي، الماليزي، وغيرها.
- القيمة: يعتمد سعر العود على نُدرته، وزنه، ودرجة تركّز المادة الراتنجية.
تحديد الأشجار الحاملة للعود، طريقة استخراج العود تبدأ بتحديد الأشجار المصابة طبيعيًا أو المصابة اصطناعيًا.
- الكشف الميداني: يقوم الخبراء بجولات داخل الغابات لتحديد أشجار أكويلاريا المصابة.
- تحليل بصري وصوتي: يُطرق على الجذع لسماع الصوت، حيث يُظهر الصوت المكتوم احتمالية وجود الراتنج.
- تحليل بالرائحة: يُخدش جزء من الجذع لاختبار الرائحة، وهي مؤشر قوي على جودة العود.
طرق الإصابة لإنتاج العود ليست كل الأشجار تُصاب بشكل طبيعي، لذا يتم استخدام طرق اصطناعية لتحفيز إنتاج العود:
- الإصابة التقليدية: خَدش الجذع أو ثقبه لتهييج الشجرة.
- الإصابة الكيميائية: حقن الشجرة بمحاليل كيميائية معينة تحفز إفراز العود.
- الإصابة البيولوجية: استخدام فطريات أو بكتيريا معينة تؤدي إلى التفاعل المطلوب داخل الشجرة.
كل طريقة لها تأثير على جودة العود الناتج، وغالبًا ما يُفضل العود الطبيعي لأنه الأعلى جودةً وسعرًا.
استخراج خشب العود من الشجرة بعد مرور أشهر إلى سنوات من الإصابة، تأتي مرحلة الحصاد:
- قطع الشجرة: تُقطع الأشجار التي أثبتت إصابتها الناضجة.
- الفصل اليدوي: تُفصل الأجزاء المحتوية على العود من الخشب الأبيض غير المصاب.
- التنظيف والنحت: يُزال الخشب الزائد يدويًا باستخدام أدوات دقيقة لإبراز قطع العود الخالصة.
هذه المرحلة دقيقة جدًا وتتطلب مهارة وخبرة لضمان عدم كسر أو إتلاف أجزاء العود.
تصنيف وتقييم خشب العود الطبيعي حيث تُصنّف قطع العود حسب جودتها، وتُقيّم بناءً على:
- اللون (كلما كان أغمق، كان أفضل)
- الكثافة (العود الجيد يغرق في الماء)
- الرائحة (ثابتة، فاخرة، ودافئة)
- مصدر الشجرة (كمبودي، هندي... إلخ)
يُباع خشب العود الطبيعي إما على هيئة:
- أعواد كاملة
- رقائق صغيرة (مبثوث)
- بودرة لاستخدامها في التقطير
تقطير زيت العود زيت العود يُعد من أغلى الزيوت في العالم ويُستخرج عبر:
- التجفيف: تُجفف قطع العود لفترة محددة.
- الطحن: تُطحن إلى بودرة ناعمة.
- النقع: تُنقع البودرة في الماء لفترة (أيام إلى أسابيع).
- التقطير: تُسخن الماء لاستخلاص الزيت المتبخر الذي يُجمع في أنابيب التبريد.
زيت العود الناتج يتم تخزينه في زجاجات داكنة لحمايته من الضوء والحرارة.
السوق والتجارة، خشب العود الطبيعي وزيته يدخلان في أسواق عالمية:
- الأسواق الرئيسية: الخليج العربي، اليابان، الصين، أوروبا.
- الاستخدامات: بخور، عطور، طقوس دينية، علاجات روحية.
- الأسعار: تتراوح من مئات إلى آلاف الدولارات للغرام الواحد حسب الجودة.
التحديات البيئية وجهود الاستدامة نظرًا للإقبال الكبير على العود وارتفاع سعره، تعرّضت العديد من غابات أكويلاريا للاستنزاف، مما أدى إلى إدراج بعض الأنواع ضمن قائمة الأنواع المهددة بالانقراض. لذلك بدأت بعض الدول والمؤسسات في اتخاذ إجراءات للحفاظ على هذا المورد:
- زراعة أشجار الأكويلاريا: مشاريع زراعية خاصة تُنتج العود بطريقة مستدامة.
- التشجيع على الإصابة الاصطناعية: لتقليل الاعتماد على الأشجار البرية.
- قوانين تنظيم التجارة: لضمان أن العود المُصدّر قانوني ومستخرج بطريقة مستدامة.
هذه الجهود تسعى لضمان استمرار توفر العود للأجيال القادمة دون الإضرار بالبيئة.
ختامًا: عملية استخراج خشب العود ليست مجرد حرفة، بل علم وفن متوارث. من الغابات الكثيفة في آسيا إلى المجالس الفاخرة في الخليج، يخضع العود لرحلة طويلة معقدة تُبرز قيمته كواحد من أثمن الكنوز العطرية في العالم.
الاسئلة الشائعة:
ما هو أفضل نوع خشب عود؟
- أفضل أنواع خشب العود هو العود الهندي الطبيعي، ويليه العود الكمبودي والفيتنامي. يتميز العود الهندي بكثافته العالية ورائحته الغنية والدافئة التي تدوم طويلًا، مما يجعله المفضل في الأسواق الفاخرة.
كيف يتم قطع خشب العود؟
- يتم قطع الشجرة يدويًا بعد التأكد من إصابتها الكافية لتكوين العود. تُفصل الأجزاء المصابة المحتوية على الراتنج عن الخشب الأبيض، وتُستخدم أدوات دقيقة لنحت الخشب دون إتلاف العود بداخله.
كم يستغرق استخراج خشب العود؟
- يستغرق تكوين خشب العود من 1 إلى 10 سنوات، حسب نوع الشجرة وطريقة الإصابة (طبيعية أو اصطناعية). وكلما طال الزمن، زادت جودة الراتنج المُنتج داخل الخشب.